المهاد فى خطب المنابر والمقابر والاعياد
Description:... : الأول: - إن الخطابة هي أهم وأسرع وأقوى وسائل الدعوة وانتشارها في أرجاء الأرض كلها, وهل بغير الخطابة تلين القلوب؟, وهل بغير الخطابة تستقيم النفوس؟ , وهل بغير الخطابة تنصلح المجتمعات؟ . قال الله تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ولقد أهتم علماء الإسلام قديمًا وحديثًا بفن الخطابة, وأولوه عنايةً خاصةً وكيف لا؛ ومعجزة الإسلام الكبري إنما هو قُرآن يُتلى, وبيانُ يُلقى الثاني: إن الخطبة ماهي إلا كلمة, لها دورها الفعال في كل عمليات التطور الإنساني على مر العصور وتعاقب الأجيال, وعلى تغير الظروف وتنوع الأحوال فهي القوة العجيبة المسؤولة عن كل حركات البناء والهدم في التاريخ, ولو تأملت مليًا, فستجُد أن الكتب المنزلة كلمة, ورسالة الأنبياء والمرسلين كلمة, ونتاج الكتاب والمفكرين كلمة , وخطب القادة والأئمة كلمة, ومواعظ الدعاة كلمة, وتوجيهات المصلحين والمربين كلمة, ودروس المعلمين والمحاضرين كلمة, وبيان الأدباء والشعراء كلمة, بل أن شهادة التوحيد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) كلمة, وما أعظمها من كلمة . والنداء للصلاة كلمة, وحكم الولاة والقضاة كلمة , وشهادة الشهود كلمة, واستحلال الفروج تأتى بكلمة , والحرب مبدأها كلمة, ولأمر ما قال موسي عليه السلام كلمة, يدعو بها: ﴿ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي *يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴾ الثالث: إن الخطيب النابغة: هو الخطيب الذي يصل بصوته إلى ضمائرنا فيجتث منها الخواطر الخاطئة والأفكار المغلوطة ويصل بحجته إلى قلوبنا ,فيقتلع منها هواجس السوء ووساوس الشيطان, وهو الذي يمتلك القدرة بالاستيلاء على مشاعر الناس وامتلاك عواطفهم, والاستحواذ على نفوسهم, فيستطيع بكلماته, إسكات غضب النفوس, وإطفاء الثائرة, وقتل الأحقاد, وبتر الضغائن
Show description