ن الطفولة المبكرة هي مرحلة من مراحل النمو البشري. وتتضمن عموما بداية المشي والفترة اللاحقة. وعمر اللعب وهو مسمى غير محدد ضمن نطاق مرحلةالطفولة المبكرة. وهذه المرحلة تمتد من عمر السنتين إلى الـسادسة إذ تـستقبل في دور الحـضانة ورياض الأطفال. ويمثل الأطفال في هذه المرحلة أكثر مـن 15% ويكـون نمـو الشخصية في هذه المرحلة سريعاً. وتعتبر مرحلة الطفولة المبكرة من المراحل المهمة في حياة الإنسان والتي بدأها بالاعتمادية الكاملة على الغير ثم هو يترقى في النمو نحو الاستقلال والاعتماد على الذات ، ففي مرحلة الطفولة المبكـرة يقـل اعتماد الطفل على الكبار ويزداد إعتماده على نفسه وذاته ويتم فيها الإنتقال من بيئة المنزل إلى بيئة الحضانة ورياض الأطفال حيث يبدأ في التفاعل مع البيئة الخارجية والمحيطة به ، مما يمكنه من التعامل بوضوح مع بيئته مقارنة بمرحلة المهد. وفي هذه المرحلة تبدأ عملية التنشئة الإجتماعية وإكساب القـيم والاتجاهـات، والعادات الإجتماعية ويتعلم فيها التمييز بين الصواب والخطأ وإن كان لا يفهم لماذا هو صواب أو خطأ. لقد إهتم العلماء بهذه الفترة وصرفوا جزء كبيراً من أبحاثهم لدراسة هذه المرحلة وقد اجمع كل المنظرين (علماء النفس) تقريباً على أهمية مرحلة الطفولة المبكرة وأنهـا في غاية الأهمية فمدرسة التحليل النفسي مثلا : ركزت على هذه المرحلة تركيزاً بالغاً ففرويد مثلا يـرى أن شخصية الفرد تتكون خلال الخمس سنوات الأولى والتي تشكل مرحلة الطفولة المبكرة منها ثلاث سـنوات يعتبرها من مراحل النمو الحرجة التي تشكل خبرات الطفولة فيها شخصية الفرد كذلك إهتمت آنا فرويد بهذه المرحلة غير أنها قالت بأن خبرات الطفولة تعتبر مشكلات حاضرة بالنسبة للأطفال . كذلك هورني وفروم وسوليفان وأريكسون أشاروا إلى أهمية مرحلة النمو في الطفولة المبكرة.
الفصل الأول
مفهوم التدخل المبكر
أصبحت قضية التدخل المبكر تطرح نفسها وبقوة في الميادين العلاجية والتربوية فمن الممكن تخفيف تأثيرات الإعاقة وربما الوقاية منها إذا تم إكتشافها ومعالجتها في وقت مبكر جداً، ولقد أصبح ممكنا في الأونة الأخيرة الكشف عن عدة اضطرابات أثناء الحمل أو لدى الأطفال حديثي الولادة، وجدير بالذكر أن التعرف المبكر على مثل هذه الاضطرابات المرضية ومعالجتها قبل حدوث تلف في الجهاز العصبي أو غيره من أجهزة الجسم يمنع حدوث الإعاقة.
ويعتبرمفهوم التدخل المبكر بأنة يتضمن تقديم خدمات متنوعة طبية واجتماعية وتربوية ونفسية للأطفال دون السادسة من أعمارهم الذين يعانون من إعاقة أو تأخر نمائي أو الذين لديهم قابلية للتأخر أوالإعاقة. ورغم التباين بين الأطفال ذوي الإعاقات إلا أن هناك وفى الأونة الأخيرة أصبح مفهوم التدخل المبكر أكثر شمولية وأوسع نطاقا حيث أنه لم يعد يقتصر على الأطفال الذين يعانون من إعاقة واضحة ولكنه أصبح يستهدف جميع فئات الأطفال المعرضة للخطر لأسباب بيولوجية أوبيئية، فالتعريف المتدأول حاليا هو أنه توفير الخدمات التربوية والخدمات المساندة للأطفال المعوقين أو المعرضينلخطر الإعاقة الذين هم دون السادسة من أعمارهم ولأسرهم أيضا. فالتدخل المبكر يشير إلى جملة من العمليات والنشاطات المعقدة والدينامية متعددة الأوجه وتبعا لذلك يتصف ميدان التدخل المبكر بكونه ميدانا متعدد التخصصات. كذلك فهو ميدان يتمركز حول الأسرة حيث أنه يزودها بالإرشاد والتدريب ويوكل إليها دورا رئيسيا في تنفيذ الإجراءات العلاجية. فبرامج التدخل الناجحة لا تعالج الأطفال كأفراد معزولين ولكنها تؤكد على أن الطفل لا يمكن فهمه جيدا بمعزل عن الظروف الأسرية والإجتماعية التي يعيش فيهاوهناكأوجه شبه كبيرة في الخدمات التي يحتاجون إليها.
فئات الأطفال المستهدفين للتدخل المبكر:
١- الأطفال الذين لديهم حالات إعاقة جسمية أو عقلية وهم الذين يعانون من: (اضطرابات جينية-اضطرابات في عملية الأيض -اضطرابات عصبية- تشوهات خلقية- اضطرابات حسية- حالات تسمم)
٢- الأطفال المعرضون للخطر وهم الأطفال الذين تعرضوا لما لا يقل عن ثلاثة عوامل خطر بيئية مثل (عمر الأم عند الولادة- تدنى مستوى الدخل-عدم استقرار الوضع الأسرى-وجود إعاقة لدى الوالدين –استخدام العقاقير الخطرة).
٣- عوامل خطورة بيولوجية مثل: الخداج (الولادة المبتسرة) -الاختناق- النزيف الدماغي).
مبررات التدخل المبكر:
التدخل المبكر ذو جدوى عإلىة إذا تم تقديمه مبكرا للفرد المعوق ولأفراد أسرته على السواء ومن هذه المبررات ما يلي:
1- السنوات الأولى من حياة الطفل هي سنوات نمو هامة جدا وعدم وجود خدمات التدخل المبكر يؤدى إلى تدهور نمائي.
2- إن التعلم الإنساني في السنوات المبكرة أسهل وأسرع من التعلم في أيه مرحلة عمرية أخرى.
3- حاجة والدي الطفل المعوق إلى التدريب على أنماط التنشئة الصحيحة.
4- التأخر النمائي قبل سن الخامسة مؤشر خطر وهو يعنى احتمالات معاناة مشكلات مختلفة طول الحياة.
5- إن النمو ليس نتاج البيئة الوراثية فقط ولكن البيئة تلعب دورا مهما.
6- التدخل المبكر جهد مثمر وذو جدوى اقتصادية حيث يقلل النفقات المخصصة للبرامج التربوية اللاحقة.
7- إن الآباء معلمون لأطفالهم المعوقين وأن المدرسة ليست بديلا عن الأسرة.
8- معظم مراحل النمو الحرجة والتي تكون فيها القابلية للنمو والتعلم في ذروتها تحدث في السنوات الأولى من العمر.