كن كابن آدم
أبحاث في سنن تغيير النفس والمجتمع
Description:... هذه الصفحات مقدمة ومدخل إلى مشكلة الإنسان، مشكلة أبناء آدم. وقد قصَّ الله علينا نبأ ابْنَيْ آدم في موقفيهما وأُسلوبهما في حلِّ المشكلات: موقف وأُسلوب من يحل المشكلة ويعالج المرض بالقتل، وموقف وأُسلوب من لا يقبل أن يكون حلُّ المشكلات وعلاج الأمر بالقتل، ويمتنع عن الدخول إلى هذا الأسلوب في حلِّ المشكلات.
ولقد اقتربت البشرية من إمكانية تفهم نبأ ابْنَيْ آدم، ذلك النبأ العظيم الذي طالما أعرض عنه الناس، فاعتبروا حلّ المشكلات بأُسلوب الامتناع عن الدخول في العنف جنوناً وتراجعاً، ولم يكونوا يدركون أن هذا الموقف هو الحل الذي يتصف بالخير والأبقى، وأنه الأسلوب الاقتصادي، وأنه التطور والخروج من مرحلة شريعة ما قبل الإنسان، شريعة الغاب.
إن ذهن الإنسان لا يؤتمن، ولكن التاريخ يؤتمن؛ لأن التاريخ لا يمشي على أهواء البشر.
إن للتاريخ هدفه، ولذلك يجعله القرآن مصدراً للمعرفة، وليس هذا فقط، بل إنه الشاهد الذي يعتمد عليه القرآن في إثبات صدقه، ولو علم الناس أهمية التاريخ، وأنه المرجع الأول والأخير، فإن من لا يعتبر بالتاريخ المكتوب، فإن التاريخ الحي المتحرك في الأرض سيضطر الإنسان إلى الاعتبار وتغيير المسار، وسيضطر الناس إلى قبول هذا. ومن لم يعرف هذا النبأ فسيعرف رغماً عنه {ولتعلمن نبأه بعد حين} [ص: 38/88]، {إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا} [المعارج: 70/6 - 7].
Show description