Description:... يضع الخطاب الشعري العربي المعاصر- باستمرار - قضية المرجع موضع المساءلة . وغاية الشعراء من وراء ذلك تعرية الأنساق الثقافية والاجتماعية والسياسية الفاعلة في ذوات الناس و المقنّنة لحيواتهم تقنينا خفيا وناجعا في الوقت ذاته، و هذه غاية إيديولوجية بالتأكيد لا تنفصل عن غاية الفعل الشعري الأساسية المتصلة بالرغبة في حفر الإمضاء الشخصي في تاريخ الحركات الشعرية. لقد كان الشعر العربي القديم – في عمومه- ينسجم مع المرجع بأعرافه الدلالية والبنائية، فالقصيدة هي الحياة اليومية مقولة في نموذج بنائي واحد، وفي لغة تصنع جمالياتها من شرف المعنى وصحته ، والإصابة في الوصف، والمقاربة في التشبيه، ومن سائر مقومات نظرية عمود الشعر العربي. و على خلاف ذلك الالتحام والانسجام، نجد الخطاب الشعري العربي المعاصر يتبنى المفارقة مشروعا جماليا وفكريا، حتى إذا لم يجد ما يفارقه فارق ذاته. ذلك أن منشئ الخطاب مبدع هارب من عبودية الامتلاك ونمطية الاستهلاك، هارب من استبدادية السلطة وقهر الانصياع، هارب من نظامية الامتثال ونهائية الدليل. إنه غابة من الحاجات والهواجس و"الفوضويات" المقولة عبر الاستعارة " البعيدة". وهو في ممارسته لفعل القول يقف مفتوحا على الخارج، محدقا إلى المختلف، باحثا عن تمايزه، متلذذا بسلطته الخاصة ، وهي سلطة ناجمة عن فرادة قوله ومؤسسة على خدشه لصناديق اللغة والبلاغة، بخرقه لمعايير الجماعة ذهابا نحو اللامتوقع، مرورا بغموض الوضوح واستثنائية العادي. هذا الكتاب قراءة في هذا الوجه من أوجه العلاقة بين الخطاب و المرجع ، بين الشعر و السلطة: وجه الانزياح عن معايير هذه الأخيرة وتجاوز مقولات " شيوخها" ، وهو وجه حساس بالتأكيد لما يثيره من الأسئلة الحداثية و القضايا الإيديولوجية الملحّة.
يضع الخطاب الشعري العربي المعاصر- باستمرار - قضية المرجع موضع المساءلة . وغاية الشعراء من وراء ذلك تعرية الأنساق الثقافية والاجتماعية والسياسية الفاعلة في ذوات الناس و المقنّنة لحيواتهم تقنينا خفيا وناجعا في الوقت ذاته، و هذه غاية إيديولوجية بالتأكيد لا تنفصل عن غاية الفعل الشعري الأساسية المتصلة بالرغبة في حفر الإمضاء الشخصي في تاريخ الحركات الشعرية.
لقد كان الشعر العربي القديم – في عمومه- ينسجم مع المرجع بأعرافه الدلالية والبنائية، فالقصيدة هي الحياة اليومية مقولة في نموذج بنائي واحد، وفي لغة تصنع جمالياتها من شرف المعنى وصحته ، والإصابة في الوصف، والمقاربة في التشبيه، ومن سائر مقومات نظرية عمود الشعر العربي. و على خلاف ذلك الالتحام والانسجام، نجد الخطاب الشعري العربي المعاصر يتبنى المفارقة مشروعا جماليا وفكريا، حتى إذا لم يجد ما يفارقه فارق ذاته. ذلك أن منشئ الخطاب مبدع هارب من عبودية الامتلاك ونمطية الاستهلاك، هارب من استبدادية السلطة وقهر الانصياع، هارب من نظامية الامتثال ونهائية الدليل. إنه غابة من الحاجات والهواجس و"الفوضويات" المقولة عبر الاستعارة " البعيدة". وهو في ممارسته لفعل القول يقف مفتوحا على الخارج، محدقا إلى المختلف، باحثا عن تمايزه، متلذذا بسلطته الخاصة ، وهي سلطة ناجمة عن فرادة قوله ومؤسسة على خدشه لصناديق اللغة والبلاغة، بخرقه لمعايير الجماعة ذهابا نحو اللامتوقع، مرورا بغموض الوضوح واستثنائية العادي.
هذا الكتاب قراءة في هذا الوجه من أوجه العلاقة بين الخطاب و المرجع ، بين الشعر و السلطة: وجه الانزياح عن معايير هذه الأخيرة وتجاوز مقولات " شيوخها" ، وهو وجه حساس بالتأكيد لما يثيره من الأسئلة الحداثية و القضايا الإيديولوجية الملحّة.
به شما اطمینان می دهیم در کمتر از 8 ساعت به درخواست شما پاسخ خواهیم داد.
* نتیجه بررسی از طریق ایمیل ارسال خواهد شد
شماره کارت : 6104337650971516 شماره حساب : 8228146163 شناسه شبا (انتقال پایا) : IR410120020000008228146163 بانک ملت به نام مهدی تاج دینی