العلامة عبد الرحمن الحاج صالح وجهوده في خدمة اللسانيات وعلوم اللغة العربية
Allama Abd al-Rahman al-Haj Salih And his efforts in the service of linguistics and Arabic language sciences
Description:... إن التعريف بالعطاء العلمي للعلاّمة عبد الرحمن الحاج صالح يتطلب منا في هذا الكتاب إلقاء نظرات مختلفة على مسار حياته الثرية، والزاخرة بالأحداث والمواقف ، إضافة إلى محطات تكوينه،ومراحل تعلمه، والحق أن الحديث عن حياة العلاّمة عبد الرحمن الحاج صالح هو جزء من الحديث عن مرحلة مهمة،ومفصلية في تاريخ الجزائر المناضلة، عرفت فيها الجزائر محنة الاستعمار، ومظالمه، ففي ضوء هذه الظروف القاسية جداً تحت نار أبشع استعمار عرفته البشرية في تاريخها(الاستعمار الفرنسي)، وهي ظروف وأوضاع مأساوية لا يتسع المقام لبسطها،والحديث عنها في هذا الاستهلال نشأت تجربة العلاّمة عبد الرحمن الحاج صالح الجزائري لتعلن ميلاد«اللسانيات علماً له الحق في الوجود والصيرورة في الثقافة اللغوية العربية المعاصرة في إطار الجامعة الجزائرية مؤسساتها المتعددة.لقد نشأت النواة الأولى للاتجاه اللساني الحديث في المؤسسة الجزائرية في أواخر ستينيات القرن العشرين، وكانت آثارها الأولى أكثر بروزاً مع بداية السبعينيات من خلال مجلة اللسانيات التي كانت أداة هذه التجربة لنقل المعرفة اللسانية الغربية إلى القارئ العربي عامة،والقارئ الجزائري خاصة،وقد شهدت اللسانيات في منتصف القرن العشرين منعرجاً حاسماً في فضاء الدراسات اللغوية العربية الحديثة؛بفعل احتكاك اللغويين العرب بمصادر المعرفة اللسانية الغربية التي كان موطنها بعض البلاد الأوروبية؛ مثل: فرنسا، وسويسرا، وإنجلترا، وبراغ، والولايات المتحدة الأمريكية،وشهد الثلث الأول من القرن المنصرم ثورة معرفية ومنهجية على صعيد وصف النظم اللغوية المتعددة، وتبصّر ظواهر التواصل والتبليغ المختلفة في ضوء التطور العلمي المادي الذي نضجت معه نظريات نفسية واجتماعية ورياضية وبيولوجية،فظهرت أسماء بارزة في الغرب كان لها الفضل في تبديد كثير من الأوهام الرائجة حول اللغة وعلاقتها بالإنسان،توارثتها الأجيال المتعاقبة من دون تمحيص أو غربلة؛مثل: تفضيل اللغات،وتطوّرها،وتفسير تغيراتها باعتماد نظريات فلسفية أو بيولوجية أو لاهوتية،وإعطاء الأولوية في البحث لما هو ثانوي بالأساس؛مثل:تقديم المكتوب على المنطوق،والتاريخي على الآني،وغير ذلك مما يرجع إلى أخطاء في الأصول المنهجية نفسها وتطبيقاتها على المبحث العلمي من ناحية، وأوهام أخرى تتصل ببعض نظريات العلم العامة كانت سبباً في أغلاط جزئية كثيرة»
Show description